حقائق الجن من خلال القرآن
قال الله عز وجل: "وَما خَلَقْتُ الجِنَ وَالإِنْسَ إلا لِيَعْبُدون"(الذاريات : 56)
نستنبط من هذه الآية أن الجن مخلوقات خلقهم الله سبحانه وتعالى كما خلق الإنسان:
"خَلَقَ الإِنسانَ مِن صَلْصَالٍ كالفَخار * وَخَلَقَ الجانَ مِن مَارِجٍ مِن نارً" (الرحمن)
وأن الله خلقهم قبل أن يخلق الإنسان والدليل أنه عندما خلق الله آدم أمر الملائكة
والجن أن يسجدوا له فأبى إبليس:
قال الله في كتابه الكريم: "وَإِذْ قُلنا للمَلائِكَةِ اسجُدوا لآدمَ فَسَجَدوا إِلا إِبليسَ أَبى واسْتَكبَر وَكانَ مِنَ الكافِرين" (البقرة)
وأنهم مكلفون بعبادة الله والاستقامة على أمره تماماً كالإنس، وبطاعته طاعةً طوعية.
إن الإيمان بالجن هو من العقائد التي تُعلم من الدين بالضرورة. وهو فرض عين، تماماً كالإيمان بالله وبأسمائه الحسنى، والإيمان بالملائكة والرسل والكتب والقضاء والقدر. كل هذه عقائد يجب أن تُعلم بالضرورة، لذا فهي فرض عينٍ على كل مسلم. ولقد ذكر لنا الله في كتابه الكريم كل ما أرادنا أن نعلمه من حقائق حول الجن. فبالإضافة إلى أنه خلقهم من مارج من نار قبل أن يخلقنا وكلفهم بنفس ما كلفنا به من عبادات، أعلمنا بأنهم أمم مثلنا منهم المؤمنون ومنهم الكافرون, قال الله تعالى:"وَأَنَا مِنَا الصَالِحونَ وَمِنَا دونَ ذَلِكَ كُنا طَرائِقَ قِدَداً" (الجن) وقال كذلك جل جلاله "وَأَنَا مِنا المُسلِمونَ وَمِنا القاسِطونَ فَمَن أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَوا رَشَداً" (الجن)
كما أعلمنا بأن قدراتهم تفوق قدراتنا وبأن أعمالهم خارقة. فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أنه عندما طلب سيدنا سليمان من الجن الذين سخرهم اللهفي خدمته أن يأتوه بعرش الملكة بلقيس:
I"قالَ عِفْريتٌ مِنَ الجِنِ أَنَا آتيكَ بِهِ قبلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِك" (النمل) فقبل أن يقوم سيدنا سليمان من مقامه استطاع العِفْريت من الجن أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن إلى القدس، فانتقاله سريع جداً. وقبل أن يبعث الله محمداً عليه الصلاة والسلام كانوا يسترقون السمع من السماء ولكنهم مُنِعوا من الوصول إليها بعد البعثة والدليل قوله عز وجل:"وَأنا لَمَسْنا السَمَاءَ فََوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدَيداً وَشُهُباً * وَأَنا كُنَا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَمْعِ فَمن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً" (الجن) ومع ذلك فإن قدراتهم محدودة؛ قال تعالى: يا مَعْشَرَ الجِنِ وَالإِنْسِ إِنْ استَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذوا مِنْ أَقْطارِ السَماواتِ والأرضِ فَانْفُذوا لا تَنْفُذونَ إلا بِسُلطان" (الرحمن) والجن كما أخبرنا الله تعالى لا يعلمون الغيب. فعندما مات سليمان، وكان قد كلفهم قبل موته بأعمال شاقة، كان متكئاً على عصاه (منسأته). وعندما جاءت حشرة السوس وبدأت بالتهام العصى وقع سليمان على الأرض فتبين الجن بأنه قد مات. فلو أنهم كانوا يعلمون الغيب لتخففوا من هذه الأعمال بمجرد أن قبضه الله عزَّ وجل: "فَلَما قَضَيْنا عَلَيهِ المَوْتَ مَا دَلَهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلا دابَةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَما خَرَ تَبَيَنَتِ الجِنُ أَنْ لَوْ كانوا يَعلمونَ الغَيْبَ ما لَبِثوا في العَذابِ المُهينِ" (السبأ)ولكنهم مع ذلك يروننا ولا نراهم. قال الله عز وجل:"إِنَهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ" (الأعراف)
ويسمعوننا ولا نسمعهم. قال الله تعالى :"وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الجِنِ يَستَمِعون القُرآنَ فَلَنا حَضَروهُ قَالوا أَنصِتوا فَلَما قُضِيَ وَلَوا إلى قَوْمِهِمْ مُنذِرينَ" (الأحقاف)
" قُل أُوحِىَ إِلَيَ أَنَهُ استمعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِ فَقَالوا إِنَا سَمِعْنا قُرآناً عَجَباً" (الجن)
فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يعرف بأن الجن كانوا حاضرين يستمعون لما كان يتلو من كتاب الله، فهو لم يرهم ولم يسمعهم ولكن الله أوحى إليه ذلك وأنبأه به. وهؤلاء المخلوقات لاتأثير ولا سلطانٌ لهم على الإنسان إلا إذا اعتقد بهم أو أشركهم مع الله، أو خضع لسلطانهم، أو توهَّم أنهم ينفعونه و يضرونه، أو ابتغى النفع عندهم، أو استعاذ بهم والتجأ بهم، أو أراد أن يكيد لإخوانه من الإنس عن طريقهم، فإذا فعل هذا مسَّه شرُّهُم ومسته همزاتهم، ودفع ثمن شركه وبغيه وعدوانه غالياً. قال تعالى: "وَأنَهُ كان رِجالٌ مِنَ الإِنسِ يَعوذونَ بِرِجالً مِنَ الجِنِ فَزادوهمْ رَهَقاً" (الجن)
لوكان من يتعامل معهم أفَّاكٌ أثيمٌ كذاب. قال الله تعالى: "هَلْ أُنَبِئُكُمْ على مَنْ تَنَزَلُ الشياطين * تَنَزَلُ على كلِ أفَاكٍ أَثيمٍ * يُلْقونَ السَمْعَ وَأَكثَرُهُمْ كاذِبون" (الشعراء) فالجن إذاً علم مع علوم الغيب لا يعلم حقيقته إلا الله سبحانه وتعالى ونحن كبشر مكلفون بالإيمان بوجودهم إيماناً مطلقاً ولا يحق لنا أن نبتدع عنهم القصص والأساطير ولا أن نقول أو نروي عنهم إلا ما أعلمنا به الله عز وجل في كتابه الكريم.
*******
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يسمعون القول فيتَبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
قال الله عز وجل: "وَما خَلَقْتُ الجِنَ وَالإِنْسَ إلا لِيَعْبُدون"(الذاريات : 56)
نستنبط من هذه الآية أن الجن مخلوقات خلقهم الله سبحانه وتعالى كما خلق الإنسان:
"خَلَقَ الإِنسانَ مِن صَلْصَالٍ كالفَخار * وَخَلَقَ الجانَ مِن مَارِجٍ مِن نارً" (الرحمن)
وأن الله خلقهم قبل أن يخلق الإنسان والدليل أنه عندما خلق الله آدم أمر الملائكة
والجن أن يسجدوا له فأبى إبليس:
قال الله في كتابه الكريم: "وَإِذْ قُلنا للمَلائِكَةِ اسجُدوا لآدمَ فَسَجَدوا إِلا إِبليسَ أَبى واسْتَكبَر وَكانَ مِنَ الكافِرين" (البقرة)
وأنهم مكلفون بعبادة الله والاستقامة على أمره تماماً كالإنس، وبطاعته طاعةً طوعية.
إن الإيمان بالجن هو من العقائد التي تُعلم من الدين بالضرورة. وهو فرض عين، تماماً كالإيمان بالله وبأسمائه الحسنى، والإيمان بالملائكة والرسل والكتب والقضاء والقدر. كل هذه عقائد يجب أن تُعلم بالضرورة، لذا فهي فرض عينٍ على كل مسلم. ولقد ذكر لنا الله في كتابه الكريم كل ما أرادنا أن نعلمه من حقائق حول الجن. فبالإضافة إلى أنه خلقهم من مارج من نار قبل أن يخلقنا وكلفهم بنفس ما كلفنا به من عبادات، أعلمنا بأنهم أمم مثلنا منهم المؤمنون ومنهم الكافرون, قال الله تعالى:"وَأَنَا مِنَا الصَالِحونَ وَمِنَا دونَ ذَلِكَ كُنا طَرائِقَ قِدَداً" (الجن) وقال كذلك جل جلاله "وَأَنَا مِنا المُسلِمونَ وَمِنا القاسِطونَ فَمَن أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَوا رَشَداً" (الجن)
كما أعلمنا بأن قدراتهم تفوق قدراتنا وبأن أعمالهم خارقة. فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أنه عندما طلب سيدنا سليمان من الجن الذين سخرهم اللهفي خدمته أن يأتوه بعرش الملكة بلقيس:
I"قالَ عِفْريتٌ مِنَ الجِنِ أَنَا آتيكَ بِهِ قبلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِك" (النمل) فقبل أن يقوم سيدنا سليمان من مقامه استطاع العِفْريت من الجن أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن إلى القدس، فانتقاله سريع جداً. وقبل أن يبعث الله محمداً عليه الصلاة والسلام كانوا يسترقون السمع من السماء ولكنهم مُنِعوا من الوصول إليها بعد البعثة والدليل قوله عز وجل:"وَأنا لَمَسْنا السَمَاءَ فََوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدَيداً وَشُهُباً * وَأَنا كُنَا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَمْعِ فَمن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً" (الجن) ومع ذلك فإن قدراتهم محدودة؛ قال تعالى: يا مَعْشَرَ الجِنِ وَالإِنْسِ إِنْ استَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذوا مِنْ أَقْطارِ السَماواتِ والأرضِ فَانْفُذوا لا تَنْفُذونَ إلا بِسُلطان" (الرحمن) والجن كما أخبرنا الله تعالى لا يعلمون الغيب. فعندما مات سليمان، وكان قد كلفهم قبل موته بأعمال شاقة، كان متكئاً على عصاه (منسأته). وعندما جاءت حشرة السوس وبدأت بالتهام العصى وقع سليمان على الأرض فتبين الجن بأنه قد مات. فلو أنهم كانوا يعلمون الغيب لتخففوا من هذه الأعمال بمجرد أن قبضه الله عزَّ وجل: "فَلَما قَضَيْنا عَلَيهِ المَوْتَ مَا دَلَهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلا دابَةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَما خَرَ تَبَيَنَتِ الجِنُ أَنْ لَوْ كانوا يَعلمونَ الغَيْبَ ما لَبِثوا في العَذابِ المُهينِ" (السبأ)ولكنهم مع ذلك يروننا ولا نراهم. قال الله عز وجل:"إِنَهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ" (الأعراف)
ويسمعوننا ولا نسمعهم. قال الله تعالى :"وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الجِنِ يَستَمِعون القُرآنَ فَلَنا حَضَروهُ قَالوا أَنصِتوا فَلَما قُضِيَ وَلَوا إلى قَوْمِهِمْ مُنذِرينَ" (الأحقاف)
" قُل أُوحِىَ إِلَيَ أَنَهُ استمعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِ فَقَالوا إِنَا سَمِعْنا قُرآناً عَجَباً" (الجن)
فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يعرف بأن الجن كانوا حاضرين يستمعون لما كان يتلو من كتاب الله، فهو لم يرهم ولم يسمعهم ولكن الله أوحى إليه ذلك وأنبأه به. وهؤلاء المخلوقات لاتأثير ولا سلطانٌ لهم على الإنسان إلا إذا اعتقد بهم أو أشركهم مع الله، أو خضع لسلطانهم، أو توهَّم أنهم ينفعونه و يضرونه، أو ابتغى النفع عندهم، أو استعاذ بهم والتجأ بهم، أو أراد أن يكيد لإخوانه من الإنس عن طريقهم، فإذا فعل هذا مسَّه شرُّهُم ومسته همزاتهم، ودفع ثمن شركه وبغيه وعدوانه غالياً. قال تعالى: "وَأنَهُ كان رِجالٌ مِنَ الإِنسِ يَعوذونَ بِرِجالً مِنَ الجِنِ فَزادوهمْ رَهَقاً" (الجن)
لوكان من يتعامل معهم أفَّاكٌ أثيمٌ كذاب. قال الله تعالى: "هَلْ أُنَبِئُكُمْ على مَنْ تَنَزَلُ الشياطين * تَنَزَلُ على كلِ أفَاكٍ أَثيمٍ * يُلْقونَ السَمْعَ وَأَكثَرُهُمْ كاذِبون" (الشعراء) فالجن إذاً علم مع علوم الغيب لا يعلم حقيقته إلا الله سبحانه وتعالى ونحن كبشر مكلفون بالإيمان بوجودهم إيماناً مطلقاً ولا يحق لنا أن نبتدع عنهم القصص والأساطير ولا أن نقول أو نروي عنهم إلا ما أعلمنا به الله عز وجل في كتابه الكريم.
*******
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يسمعون القول فيتَبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين